مراكز مصادر التعلم ... نحو تعلم أفضل
بقلم: عباس حسن القصابمملكة البحرين
تتحمل مراكز مصادر التعلم مسئوليات كبيرة في ضوء التطورات التربوية المتسارعة والكثيرة التي تشهدها الساحة التربوية اليوم في مملكتنا الغالية والتي يفترض أن تحدث نقلات نوعية في المجال التعليمي، ولا ينظر اليوم إلى مراكز مصادر التعلم على أنها مكتبة مدرسة متطورة ضمت في جوانبها مصادر غير تقليدية كأجهزة الحواسيب والأجهزة التعليمية المتقدمة، فهذا هو المفهوم الخاطئ القابع في عقول كثيرين، مما يفقد المركز الأدوار الرئيسية التي يفترض أن يؤديها كبيئة تعليمية تعلمية ذات مواصفات متقدمة، إذ أن الاقتصار على المفهوم التقليدي للمركز بأنه مكتبة متطورة، تؤطر نشاطا وعملا لم يوجد المركز من أجله وهو كونه مخزنا أو مكانا يلجأ إليه المرتادون كنوع من النشاط التكميلي ولربما الشكلي في أحايين كثيرة، بينما المركز يضطلع بدور اخطر مما يتصوره البعض وهو قيادة العملية التعليمية التعليمة في المدرسة.لست مبالغا في زعمي هذا إن أرى مدى الإمكانيات التجهيزية والبشرية التي يضمها المركز، حيث يقود ربان هذا المركز إلى الفضاءات الواسعة التي تأخذ بيد المستفيد لينهل ما يريد من مهارات ومعلومات وحقائق من المصادر المختلفة وفق إستراتيجية محكمة وضعت لتحقق أهدافا تربوية يستفيد منها كافة المرتادين.إن الاعتماد على المصدر الواحد في المدرسة يغرق الطالب في بحر من الجهل ويلغي طاقات كبيرة يمتلكها هذا الطالب الذي يهرع إلى كل ما يزيده معلومات ومهارات وغير ذلك، وانطلاقا من هذه الفكرة فمركز مصادر التعلم يقدم مجموعة متنوعة ومختلفة الأشكال من المصادر التي تلامس احتياجات الطالب والمدرس المعرفية، ولا تعدم المراكز من تلك المصادر، ولكن ما الذي يعيق عمل المركز من أداء دوره بالصورة المرجوة التي نطمح إليها؟هناك الكثير من المنغصات التي تحول دون الاستفادة القصوى وربما الدنيا من تلك المراكز وأبرزها على الإطلاق غياب الرؤية الإستراتيجية لدور المركز في المدرسة. وهذا يدعونا جميعا للتفكير في وضع الخطط الأساسية والبديلة المنبثقة من أهداف المركز ومهامه ومكوناته وتطلعاته في محيطه المدرسي الصغير والاجتماعي الكبير، ولنبدأ بالقيادات التربوية التي يجب أن تكون لها دراية تامة بفلسفة وجود المركز، منحدرين إلى الإدارات المدرسية التي يجب أن تترجم على أرض الواقع تلك الفلسفات إلى ممارسات تربوية واقعية، وكذلك لا بد أن يعي الأخوة المدرسون دور المركز كبيئة تعلمية تعليمية وليس كبيئة مكتبية، مع ما للمكتبة من دور كبير ولكنه لا يستوعب التطورات التربوية الحديثة التي تغص بها ساحتنا اليوم، وأما الطالب فهو المستهدف أولا وأخيرا في الاستفادة من المركز.فانبثاق مشروع ضخم بحجم مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل يتطلب تغييرا في بعض المفاهيم والأدوار، إذ لم يعد دور المعلم ذلك الملقن الذي ينفذ درسه بوسائل عفا عليها الزمن، بل أصبح دوره موجها يستخدم مجموعة من الأدوات والوسائل الحديثة التي تساهم بفاعلية في تعلم الطلبة، وهذا ما يتوقع منه بالنسبة لأدوار مركز مصادر التعلم، إذ أنه سيكون مركز تعلميا يحوي مواد مختلفة وأجهزة ومساحات وخدمات وتسهيلات وقوى بشرية مؤهلة، تتآلف فيما بينها ضمن خطة وإستراتيجية متكاملة تشكل منظومة متراصة ومتداخلة فيما بينها تتفاعل لتحقيق أهداف تربوية واضحة لدى الجميع يستفيد منها كل الطلبة. إن مركز مصادر التعلم بمدرسة المستقبل يقوم بدور المهيئ للتعلم الذاتي والتعاوني الذي يأخذ بيد الطالب نحو الأفق المعرفي والمعلوماتي الواسع باستخدام الأجهزة المتقدمة والشبكات الإلكترونية والبرمجيات التعليمية، ولا يعني هذا إغفال الكتب والدوريات والمطبوعات التقليدية التي لا غنى عنها اليوم في مراكزنا.ولذا يتطلع الجميع أن يكون مركز مصادر التعلم بيئة تعليمية تعلمية جاذبة للطلبة ومدرسيهم، تغذيهم بما يحتاجونه من مهارات ومعلومات مستقاة من مجموعة من المصادر المختلفة المتاحة عن طريق الوسائل والأجهزة المتعددة الني يجيد هؤلاء المستفيدون استخدامها وتوظيفها في كافة أعمالهم.
الأربعاء، أكتوبر 17، 2007
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق